تفريغ الكلمة المرئية : وتتوالى هزائم الأمريكان للشيخ المجاهد أيمن الظواهري  

تفريغ الكلمة المرئية : وتتوالى هزائم الأمريكان للشيخ المجاهد أيمن الظواهري  

(قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه،

أيها الإخوة المسلمون في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد…

كم هي عظيمةٌ هذه الأيام التي نحياها، فالحمد لله أن مدَّ في أعمارنا حتى ندركها بأحداثها العظام ووقائعها الجسام ونرى بأمِّ أعيننا تساقط الطواغيت الفسقة الفجرة الظلمة وتهاوي عروشهم، متزامنًا مع هزائم سيدتهم أمريكا رمز الإجرام في التاريخ البشري.

فقد هاجم مجاهدو الإسلام أمريكا في عقر دارها في أضخم هجوم بعد “بيرل هاربر” ثم هُزمت أمريكا في العراق واضطرت للانسحاب، ثم هُزمت في تونس وفقدت عميلها فيها، ثم هُزمت في مصر وفقدت أكبر عملائها فيها، ثم هُزمت في أفغانستان وبدأت في الانسحاب منها، ثم هُزمت في ليبيا وفقدت عميلها الذي شاركها في حربها على الإسلام باسم الإرهاب والذي سلَّم لها كل ما لديه من عتاد المفاعلات النووية، فنبارك للشعب الليبي المسلم المجاهد المرابط بل نبارك لأنفسنا ولكل مسلم ولكل شريفٍ حر ولكل مستضعفٍ في هذه الدنيا، فقد هُزم الطاغية الجبار المتزندق الفاسد المفسد بعد أكثر من أربعين سنة من القهر والظلم والاستبداد والسرقة وقمع الحركات الإسلامية.

يا أهلنا في ليبيا، لقد انتزعتم هذا النصر المؤزَّر بدمائكم وأشلائكم فلا تسمحوا لأحدٍ أن يستلبه منكم، فهناك العديد ممن يتربص بكم لينتزع منكم كل هذا النصر أو بعضه، وعلى رأس هؤلاء عصابة الناتو الغربية.

الناتو الذي يقتل إخوانكم في أفغانستان والعراق ويعذِّبهم في سجونه السرية وفي جوانتانامو، ويسلِّط الصهاينة المجرمين على إخوانكم في أكناف بيت المقدس، ويسرق ثروات أمتكم تحت تهديد بوارجه وطائراته.

الناتو هذا، أول ما سيطالبكم به هو أن تتخلوا عن إسلامكم، فسيطالبكم بأن لا تحكموا بالشريعة، وأن تلتزموا بمنظومته الفكرية والقانونية في السياسة الخارجية والتشريع والإعلام والتعليم وسائر نواحي الحياة، وقد بدأ المسئولون الغربيون يصرِّحون بأنه يجب تطهير صفوف الثوار من المتطرفين والمتشددين، وإذا تكلم الغربيون عن المتطرفين والمتشددين فاعلموا أنَّهم يتكلمون عن الشرفاء الأحرار المدافعين عن دينهم وحرماتهم وأهلهم وبلادهم.

والناتو وعلى رأسه أمريكا لا يروق لهم أن يتعاملوا مع الأشراف الأحرار المستقلين، ولكنهم يحرصون على التعامل مع العملاء والتابعين والوكلاء، ولذا يصفون كل حرٍّ شريفٍ مستقل بأنه إرهابي ومتطرف ومتشدد وأصولي ووهابي وقاتل للمدنيين… إلى آخر قاموس الأوصاف التي حفظناها عن ظهر قلب.

والغربيون والأمريكان يصرِّحون في أبحاثهم وكتبهم وإصدارات مراكز بحوثهم بما يريدون، إنهم يريدون أن يحكم اللادينويون والملحدون والتابعون للغرب العالم الإسلامي.

الذين لا يقبلون بالشريعة ويلتزمون بالمنظومة الفكرية والسياسية الغربية ولا يحرِّضون على الجهاد ولا تحرير أراضي المسلمين ولا يحافظون على ثرواتهم من السرقة والنهب، هؤلاء هم أصدقاء الغرب المفضَّلون، الذين يؤكد الغرب على ضرورة دعمهم ماديًا ومعنويًا كما صرَّحت إصدارات مؤسسة راند وغيرها بذلك صراحةً.

فيا أهلنا في ليبيا أيُّها المجاهدون أبناء المجاهدين وأحفاد المرابطين، يا أنصار الإسلام في ليبيا، احذروا من مخططات الغرب وأعوانه وأنتم تبنون دولتكم الجديدة ولا تسمحوا لهم أن يخدعوكم ويسرقوا تضحياتكم ومعاناتكم، واحرصوا كل الحرص والتزموا كل الالتزام على أن تخطوا الخطوة الأساسية الضرورية للإصلاح بأن تؤكدوا وتوثقوا وتنصوا على أن تكون الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع ويبطل كل ما يخالفها من مواد الدستور والقانون لكي لا تزاحمها شرعية ولا تنازعها مرجعية، هذا هو باب الإصلاح اللازم الضروري وركنه الركين وأساسه المتين والذي بدونه سيظل البناء متزعزعًا والنظام مختلاً والتوجُّه منحرفًا، وستضطرون لإعادة الكفاح والجهاد لإعادة المسيرة لجادة الصواب.

ثم احرصوا بعد ذلك على أن تختاروا قيادةً صالحةً أمينةً تقيةً مجاهدة لم تتلوَّث بموالاة الظالمين ولا ممالأة الفاسدين، ثم تتوالى بعد ذلك خطواتكم على طريق الإصلاح المبارك الموفَّق بإذن الله.

إنها يا أهلنا معركةٌ ضخمةٌ، وصراعٌ شديد عليكم أن تخوضوه فإنَّ المولى سبحانه وتعالى قد أنعم عليكم بهذا النصر العظيم ليختبركم ويبتليكم، كما ذكر القرآن الكريم على لسان نبي الله موسى عليه السلام: (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ).

أسأل الله سبحانه أن يتم عليكم نصره ويكمل عليكم منَّته ويوفِّقكم إلى طاعته ويقيكم شر أعدائه ومكرهم وضغينتهم.

وكما هنَّأت أهلنا في ليبيا بنصرهم المؤزَّر، فأهنِّئ إخواننا المجاهدين الذين قاموا بعمليتي إيلات وأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء وأن يمدهم بعونه ومدده حتى يواصلوا النكاية في العدو الصهيوني، وقد كان من مغانم عمليتهم المباركة كشف خيانة المجلس العسكري الحاكم الذي سارع بدفع قواته لمطاردتهم حفاظًا على أمن إسرائيل وبدأ في التفاوض مع إسرائيل ليتسوَّل منها زيادة عدد القوات في المنطقة (ج) حتى يطارد أعداء إسرائيل.

لم يتحرك المجلس العسكري لمَّا كانت قوات القذافي تسحق أهلنا في ليبيا، ولم يتحرك المجلس العسكري لمَّا قامت إسرائيل بقصف غزة، ولكنه تحرك لمَّا وصل المجاهدون لإيلات أو أمِّ الرشراش المصرية وضربوا قوات اليهود فيها، هنا أحسَّ المجلس العسكري أنه قصَّر في مهمته التي كلَّفه بها الأمريكان فبدأ يتحدث عن الأمن القومي المصري الذي يعني به في الحقيقة أمن حدود إسرائيل.

وأنا أذكِّر أهلنا في مصر أنَّ أول ما صرَّح به المجلس العسكري حين تولَّى السلطة هو أنه حريصٌ على الالتزام بالاتفاقات الدولية، أي حريصٌ على ضمان سلامة حدود إسرائيل.

وأذكِّر أهلنا في مصر أنَّ المجلس العسكري لا زال يمد إسرائيل بالغاز ولا زال يمنع البضائع من الوصول لغزة ولا زال يهدم الأنفاق التي تمد أهل غزة بالغذاء والدواء.

وفي هذا الصدد فإني أحيِّي الهبَّة الشعبية التي ثارت ضد السفارة الإسرائيلية والتي أسقطت العلم الإسرائيلي من فوق بنايتها، ذلك العلم الذي كان يدنِّس هواء مصر في رعاية السادات ومن بعده حسني مبارك ثم المجلس العسكري.

فيا أحرار مصر وشرفاءها، لقد اقتحمتم السفارة الإسرائيلية وطردتم السفير الإسرائيلي هاربًا بتضحياتكم فلا تسمحوا له أن يعود مرةً أخرى، عليكم أن تستمروا في هذه الانتفاضة الشعبية حتى تُطرد السفارة الإسرائيلية وتُلغى معاهدة السلام مع إسرائيل.

إنَّ هذه المعاهدة وتلك السفارة عارٌ في جبين مصر لطَّخها به أنور السادات واستمر على دربه حسني مبارك ثم التزم بمتابعتهما رجال مبارك في المجلس العسكري، ولعل الله سبحانه أن ييسِّر لي فأتعرَّض في مرةٍ قادمة إن شاء الله لتفاصيل الخيانة التاريخية التي مثلتها اتفاقيتا (كامب دافيد) ومعاهدة السلام مع إسرائيل، وقد تعرَّضت لذلك من قبل بشيءٍ من التفصيل في رسالتي المسمَّاة “مصر المسلمة بين سياط الجلَّادين وعمالة الخائنين”.

وأنا أعلم أنَّ المجلس العسكري سيسلِّط آلته القمعية لتعذِّب وتعتقل وتتعقب ثم تحيل للمحاكم العسكرية الهزلية كل من يثبت أو يُشك بصلته بالمجاهدين في عمليتي إيلات، كما أعلن وزير الإعلام أنَّ المجلس العسكري سيحيل المقبوض عليهم من المتظاهرين لمحكمة أمن الدولة عليا طوارئ لكي يثبت لأمريكا أنَّه الأمين على حدود إسرائيل.

وإذا كنت قد هنَّأت أهلنا في ليبيا بانتصارهم على الطاغية فإني أدعو أهلنا في الجزائر أن يقتفوا أثرهم، فيا أسود الجزائر ها هم إخوانكم في تونس ثم في ليبيا قد ألقوا بالطاغيتين إلى مزبلة التاريخ، فلماذا لا تثورون على طاغيتكم؟

يا أسود الجزائر، أنتم من ضربتم أروع الأمثلة في التضحية والفداء والجهاد والكفاح فلماذا تسكتون على الظلمة الفاسدين الذين يحاربون شريعتكم ويتصلون بإسرائيل ويسرقون اللقمة من أفواه أطفالكم ليعيثوا بها فسادًا ويحولوا جزائر الجهاد والرباط لوكالة خدمات لرعاية مصالح أمريكا وفرنسا في شمال إفريقيا وحوض المتوسط.

يا أسود الجزائر ويا أحرارها ويا أهل الغيرة فيها ويا جنود الإسلام في ثغره الغربي، إنَّ الأمة المسلمة وكل المظلومين في العالم ينتظرون منكم أن تقدموا لهم نموذجًا جهاديًّا وقدوةً كفاحية في مقاومة الطغاة المفسدين فاستعينوا بالله وهبُّوا في وجه هذا النظام الطاغي الباغي الذي سفك دماءكم واستحلَّ أموالكم واعتدى على حرماتكم، يقول الحق سبحانه وتعالى: (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).

وفي ختام كلمتي أكرر لكم يا أهلنا في ليبيا تهنئتي بنصركم الذي أثلجتم به صدور المؤمنين ودفعتم به أمتكم المسلمة خطواتٍ في طريق النصر والعزة، فهنيئًا لكم فتح طرابلس، والموعد الأقصى (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *