الصواريخ والمسيرات اليمنية بإنتظار إشارة الصفر للإغارة على الكيان المحتل
کاتب: كامل المعمري
يتردد صدى الحرب القادمة كنبض متسارع في عروق اليمن.
ليست هذه حربًا تقليدية يمكن قياسها بسنوات الصراع الثمان مع التحالف السعودي الإماراتي، بل هي نذير لمواجهة كبرى مع عدو لدود وازلي يتحرق اليمنيون شوقاً لقتاله منذ عقود.
قيام العدو الإسرائيلي بقصف ميناء الحديدة لم يكن مجرد حدث عابر يتم الرد عليه بالمثل، بل كان الشرارة التي أطلقت استعداداتٍ طويلة الأمد. سترسم صنعاء من خلالها ملامح معركة لا تعرف الرحمة أو الحدود.
فهذه فرصة لا يمكن تفويتها بالنسبة لليمنيين لشن الحرب على الكيان، لذا يستعد اليمن لخوض معركة لا يمكن تصورها أو استيعابها بسهولة.
فالكثير لا يدرك العقيدة القتالية العميقة والمتجذرة للجيش اليمني عندما يتعلق الأمر بمواجهة الكيان الإسرائيلي
أحد أهم الأسباب التي تجعل المعركة المقبلة مختلفة هو العقيدة القتالية للجيش اليمني. هذه العقيدة لا تسمح بضرب المصالح الخدمية للمسلمين، ما يعني أن الصراع مع التحالف السعودي الإماراتي كان يشكل اختبارًا أوليًا واستعدادًا ليوم المواجهة الكبرى.
الأهداف والوسائل المستخدمة في المعركة القادمة ستكون مختلفة تمامًا، فالمعركة مع التحالف السعودي الإماراتي لم تكن سوى بروفة استعدادًا لهذا اليوم الذي تبرز فيه اليمن ضد العدو الحقيقي للأمة.
لم يستخدم اليمن سوى الأسلحة البسيطة والتقليدية في تلك المواجهات، التي استمرت ثماني سنوات، ولم يتم نقل المعركة إلى البحر لاستهداف السفن السعودية والإماراتية.
وهذا يظهر أن صنعاء كانت تعد العدة لمواجهة مع الأعداء الأكثر خطورة، وهم الولايات المتحدة وإسرائيل.
رغم التحديات، استمرت ورش التصنيع العسكري في التطوير والابتكار، حتى بات الجيش اليمني يمتلك تقنيات متقدمة وقدرات تصنيع عسكري تجعله مستعدًا لمواجهة أي تهديد خارجي.
اليوم بات الكثير يترقب الرد اليمني على الكيان الصهيوني الذي شن عدوانًا على ميناء الحديدة.
بل أصبحت أنظار العالم تتجه صوب اليمن، خصوصًا عقب التهديدات القوية التي أكدت أن تل أبيب لم تعد آمنة وأن الرد اليمني سيكون عظيمًا ومدمرًا، وأن المعركة مع الكيان باتت مفتوحة وطويلة الأمد وبدون خطوط حمراء. هذا يعني أننا أمام تصعيد سيكون مصممًا ليكون مفاجئًا ومرعبًا للعدو، مما يعيد رسم موازين القوى في المنطقة.
تتضمن هذه الاستراتيجية استخدام تقنيات متقدمة وهجمات متزامنة برًا وبحرًا وجوًا، مستهدفة الأهداف الحيوية والبنى التحتية للعدو.
ومن خلال هذه التهديدات التي صدرت عن صنعاء، يمكن القول إن المشهد الإقليمي على وشك دخول مرحلة جديدة من الصراع تتسم بالتصعيد الشامل وعدم التراجع.
هذه التهديدات جاءت كرسائل واضحة ومباشرة، لا تحتمل التأويل أو الشك، مما يؤكد على جديتها. بناءً على ذلك، يبدو أن صنعاء قد حددت مسار المعركة وطبيعتها بوضوح، معلنةً عن استعدادها لتنفيذ تهديداتها بحزم.
لم يعد الأمر مجرد إطلاق تصريحات رنانة بل تحول إلى واقع ملموس تستعد له القوات اليمنية بكل حزم.
فالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة تقف الآن على أهبة الاستعداد، تنتظر فقط إشارة الصفر لتنطلق نحو أهدافها المحددة.
ووفقا للمعلومات المتداولة تشير إلى أن الهجوم اليمني قد يحدث في أي لحظة، ربما خلال الساعات القادمة أو في غضون أيام قليلة.
فالهجمات المرتقبة ستكون جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى ضرب البنى التحتية الحيوية والمراكز العسكرية والاقتصادية التابعة للكيان. وإجمالاً، فإن قرار صنعاء ببدء هذه المعركة المفتوحة يعكس إصرارًا على الرد بقوة على العدوان وتوجيه رسالة واضحة بأن اليمن قادر على الدفاع عن نفسه ومصالحه، والدفاع عن القضية الفلسطينية والوقوف مع أبناء فلسطين حتى تحرير الأراضي المحتلة من دنس الصهاينة.