هل ينظر اإلخوة المجاهدون في قاعدة الجهاد فيما أدلى به الشيخ أبو قتادة الفلسطيني؟

هل ينظر اإلخوة المجاهدون في قاعدة الجهاد فيما أدلى به الشيخ أبو قتادة الفلسطيني؟

رسالة غزاوي إلى المجاهدين في القاعدة

بسم الله الرحمن الرحیم

هل ينظر الإخوة المجاهدون في قاعدة الجهاد فيما أدلى به الشيخ أبو قتادة الفلسطيني؟

الحمد الله رب العالمین، اللهُم إني أعوذُ بك من حياةٍ على غفلة ومن وفاة على غرّة ومن مردٍّ إلى حسرة وأسألك العافية من أن أَمَلَّ عافيتك، أو أكفرَ نعمتك أو أنسى حُسنَ بلائك أو أستبدلَ بالسيئة الحسنة.

أما بعد، فقبل كل شيء يجب علينا أن نقدم شكرنا للمجاهدين والمناصرين في قاعدة الجهاد الذين ذادوا عن الجهاد الفلسطيني بعد عملية طوفان الأقصى، التي كتب الله لهم فيها أجراً كبيرا لمواقفهم المشرقة حيث نعيش فترة تحكم الفتن فيها البلاد الإسلامية ويسيطر الكفر على قلوب المسلمين ويسجنها لمنع المجاهدين من الجهاد ضد الصهاينة ومساعدة النساء والأطفال والمؤمنين في فلسطين. إذن فمواقف قاعدة الجهاد محمودة ونسأل الله تعالى أن ينصركم ويبارك دربكم.

ولا يخفى على أحد أن الكيان الصهيوني يواجه اليوم تضامن المسلمين ووحدتهم أكثر مما مضى ويرى تشكيل جبهات متعددة ضده منها عسكرية وسياسية وثقافية ضد الصهاينة، ما كوّنه المسلمون في أنحاء العالم حتى يعدّ ذلك الأمر للكيان المجرم جرس إنذار ليسعى مهرولا وراء تشتيت صفوف المسلمين وفضّ الجبهات المتعددة إذ ينفخ في نار النعرات القبلية والصراعات الوطنية ليشغل المسلمين بأنفسهم ويضعف قدراتهم لاستغلالها ضدهم.

هذا وإنني أتابع مواقف الشيخ أبو قتادة الفلسطيني أو أبو عمر لردهة من الزمن وأرى أنه لا خير في مواقف هذا الرجل للمجاهدين والجبهة المناهضة للصهيونية بل قد يخدم مصالح الصهاينة وسياساتهم شاء الشيخ أم أبى. وأنا أذكر هنا عدة مسائل عن مواقفه مصحوبة بتحليلي الشخصي:

۱)قال أبو قتادة قبل تنفيذ عملية طوفان الأقصى عن المجاهدين وحركة حماس إن هذه الحركة جماعة علمانية ووطنية وأشار إلى أنها تحكم بغير ما أنزل الله! ولكنه يسميها في نفس الوقت جماعة جهادية. أعاد الشيخ بيان هذا الموقف ضد حركة حماس بعد عملية طوفان الأقصى.

بغض النظر عن التباين الواضح في مواقف أبو قتادة حيث يسمي حركة حماس جماعة مجاهدة تحكم بغير ما أنزل الله، هل تدعم مواقف الشيخ حركة حماس التي تعتبر الحركة الجهادية الفلسطينية الوحيدة وتساندها أم تؤدي هذه المواقف إلى إضعاف الحركة؟ هل تجلب هذه الأقول الدعم للمسلمين أم تؤثر سلبا عليهم؟ لا شك أن هذه المواقف والأقول تضعف حركة حماس في هذه الفترة المهمة من التاريخ، التي أدرك فيها العامي والمثقف أنه يجب عليه أن يتجنب مثل هذه المواقف لأنها تخدم الصهاينة وتضرب التيار الإسلامي.

قد يقول قائل إن الشيخ يرى حركة حماس جماعة مجاهدة وقدر جهودها ولكننا نرد على هذا الزعم بأن الناس غير المسلمين في أمريكا وأوروبا نطقوا بهذا الكلام كذلك واتخذوا مواقف مشرفة أكثر من هولاء العلماء الذين يتشدقون بالجهاد وكذلك نرى بعض علماء السوء شيوخ الطواغيت مدحوا الحركة وذادوا عن قضية فلسطين. إذن فالشيخ لم ينجز عملاً يذكر!

۲)نجد أن الشيخ يتحاشى اتخاذ موقف عن الحكومة الأردنية حتى قبل عملية طوفان الأقصى بينما تعتبر اليوم هي الدولة الأكثر خيانة حيث قدمت أشكال الدعم إلى الصهاينة في حربهم ضد الفلسطينيين وأصبحت درعا لهذا الكيان. كيف يفسر صمت الشيخ عن ذلك؟ وكيف يفسر صمت الشيخ عن الحكومة المصرية والسعودية؟

ألا يعتبر هذا الصمت المطبق بدعة تعزز مواقف الأردن في البلاد الإسلامية وتؤيد الحكام الخونة والعملاء وتؤزرهم؟ ألا يماثل هذا الصمت ما سماه الشيخ الحكم بغير ما أنزل الله؟ هل يستعد الشيخ للتكلم عن الحكومة الأردنية العميلة التي استخدمت دفاعاتها الجوية للذود عن الصهانية وكونت غرفاً استخباراتية مع الكيان الصهيوني للعمل ضد المجاهدين وهل يستعد الشيخ للتراجع والتخلي عما سوف يكون وبالا على حركة حماس؟ هل يجوز الصمت إزاء ذلك الأمر؟

۳)ينتقد الشيخ أبو قتادة الجماعات المسلمة التي بذلت الغالي والنفيس للدفاع عن فلسطين بدل أن ينتقد الخونة العرب والحكام المذكورين سابقا. يتجاذب الشيخ اليوم أطراف الحديث عن الحوثيين وغدا عن الشيعة وبعد غد عن الإخوان المسلمين وهلم جرا. لماذا أفرغ الشيخ طاقته في هذه الأيام العصيبة على المسلمين الذين تراصوا ضد عدو واحد ليشتت شملهم؟ يتحدث الشيخ اليوم عن بدعة الحوثيين ويعرضهم أمام أهل السنة بأنهم أعداء لهم ثم يتكلم غدا عن الشيعة ويصفهم بالكفر.

هناك سؤال يطرح نفسه: ما هي المصالح المترتبة من أقوال الشيخ على أهل السنة والجهاد الفلسطيني؟ لا تنتج أقوال الشيخ ومواقفه إلا كراهية تعصف بالمسلمين وتؤجج نار الحقد والعداوة؟ ألا تصب هذه الأقوال لصالح الصهاينة؟ نعم إنها تعزز سياسات الصهاينة ويساعدهم على التفرقة بين المسلمين ودهس تضامنهم.

هل يركز المسلم اليوم اهتمامه على الحكام الخونة الذين يذودون عن الصهاينة أم يستهدف الذين يكونون شوكة في حلوقهم؟ أما الأطفال فهم أصابوا ولكن الشيخ أخطأ

۴)تعثر الشيخ في الإشارة إلى عنوان الجهاد وقال إن الجهاد الفلسطيني مثل الجهاد في الشام واليمن! ! ! سبحان الله، قدمت اليمن دعمها الكامل لفلسطين رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تواجها وسطرت ملاحم تاريخية ضد الصهاينة في خليج عدن، ما جعل التاريخ يذكرهم كأبطال. لماذا يذكر الشيخ اليمن إذن؟ ما هي الأسباب التي دعته إلى اقتراف هذا الخطأ الجسيم؟ أما الشام فما الدعم الذي قدمته الجماعات والفصائل في الشام إلى الجهاد في فلسطين؟ هل نرى نحن موقفا واضحا ورسميا من الجماعات في الشام لدعم القضية الفلسطينة؟ هل أطلقت الجماعات رصاصة واحدة نحو الصهاينة والأمريكيين في الشام وهل يمكن أن نشير إلى عملية نفذتها هذه الجماعات والفصائل ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ولكن هذه الجماعات تحظى بدعم الشيخ وإشادته.

يجب علينا أن نسأل: هل يشكل الطاغوت البعثي بشار الأسد خطرا أكثر على الصهاينة أم الجماعات الجهادية التي مدحها أبو قتادة؟

أمدّ بشار حركة حماس وساندها رغم عدائه الذي يكنّه لأهل السنة ولكن الجماعات الجهادية في الشام لم تعلب دورا في هذا المضمار بحيث لم نسمع فتوى تدعو إلى الجهاد ضد الصهيونية وأسيادها.

ونقول أخيرا: إن الشيخ أبو قتادة يستغل مكانته العريقة التي اكتسبها عبر انتمائها إلى قاعدة الجهاد ثم يقف ضد الجهاد الفلسطيني، لتخدم أقواله ومواقفه السياسات المناهضة للإسلام، التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد المسلمين. لسنا نقول إن الشيخ اتخد هذه المواقف عن وعي بل نحن نتشاءم بهذا الشخص الذي ترك دروع الصهاينة ليأتي ويتحدث عن الخلافات بين المسلمين ليشتت صفوفهم ويشعل الصراعات وينفخ في نار الكراهية بينهم وكل هذا يهيب بنا إلى التشاؤم بالشيخ!

إن قاعدة الجهاد أدركت بفطنة، المواقف التي تخدم التيار الإسلامي وهذا هو الذي يدعونا إلى أن نقدم شكرنا لها ومن جهة أخرى نتوقع من هذا التنظيم تبيين موقفه الواضح عن هذا الرجل. نحن نؤكد على أن هذا الرجل لا مكانة له في التنظيم ولكن سوابقه وأنشطته في التنظيم مهدت الأرضية لاستغلال المغرضين من أقواله ضد المسلمين.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *