
النظام السعودي نظام يحكم بما أنزل الله في مجالات دون مجالات .. يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض
لا أظنه يخفى على مثلكم ما حصل ويحصل في الجزيرة العربية تحت الحكم السعودي .. ليتكم ـ يحفظكم الله ـ ترشدون الشباب إلى ما يجب عليهم فعله، خاصة وأن الحكومة بدأت تستهدف أهل الإيمان والجهاد إما بالسجن أو القتل و .. فقد بدأت مجموعات من الشباب بالتعاهد فيما بينهم بالانتقام مما تفعله أو ستفعله الحكومة السعودية، فبدأ بعضهم بشراء أسلحة، ومجموعات أخرى من الشباب يخشون أن يتكرر في الجزيرة العربية ما قد حصل في الجزائر، ولكنهم في نفس الوقت يرون أن هناك فتنة ومقتلة كبيرة ستحدث، خاصة إذا استمرت الحكومة السعودية في مضايقة أهل العلم والجهاد، فيرون شراء الأسلحة من المسدس إلى المتفجرات والتدرب عليها لحماية أنفسهم وأهاليهم في حالة حدوث حرب أ هلية أو انقلاب أو ما شابه ذلك.
كان لهؤلاء الشباب ـ من يجيبهم على استفساراتهم، ويشاركهم همومهم ـ علماء يثقون فيهم وفي علمهم ويسكنون الجزيرة ويشهدون الواقع ويرونه من حولهم، ولكن كما تعلمون بارك الله فيكم دوهمت منازل هؤلاء العلماء واقتيدوا إلى السجون وسيبقون هنالك إلى أجل غير مسمى، هذا إذا ما أصدروا حكم الحرابة فيهم .. حتى أن الحكومة خلقت الأكاذيب حول هؤلاء العلماء، فهم عند قبضهم، أذاعوا أنه كان بحوزة هؤلاء المشايخ أسلحة ومتفجرات! وقبل ذلك أتهموهم بأنهم أسسوا مجموعة تسمى بالموحدين لمحاربة الحكومة السعودية، وأن لهم يدا فيما حدث في الرياض من تفجيرات، وقد نفى المشايخ حفظهم الله التهمتين!
يا شيخ الشباب حائر وخائف في نفس الوقت؛ فهم يخشون على أنفسهم حتى من السؤال مما يجب عليهم فعله، وإن سألوا أحدا، فالمسؤول في العادة سيتهرب من السؤال وسيجمل ولا يفصل، وقد سقطت مصداقية هيئة كبار العلماء عند عدد كبير جدا من الشباب، فيتعاملون مع أي بيان عن هيئة كبار العلماء كأنه بيان من وزارة الداخلية أو غيره من الوزارات .. لذا نرجو البيان والنصح ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين.
هذا سؤال كبير .. كنت أود من النظام السعودي أن لا يضطر الشباب المسلم لإرسال مثل هذا السؤال .. وقد أرسل إلي نحوه الكثير من الأسئلة .. كنت أود من النظام السعودي ـ مراعاة لحرمة الحرمين الشريفين .. ولعباد الله الآمنين ـ أن لا يجعل من نفسه طرفا .. وأن يعتزلنا ما اعتزلناه .. ولكنه أبى إلا أن تقشر له العصا .. وأن يكون طرفا شرسا .. وعدوا ظاهرا .. وأن يكون عونا لطواغيت الكفر في العالم على المسلمين الموحدين من أهل الجزيرة وخارجها .. بزعم ملاحقة الإرهاب .. وهم أرباب في الإرهاب والإجرام.
وللإجابة عن هذا السؤال لا بد من ذكر الحقائق التالية :
۱- النظام السعودي خلط بين حق وباطل؛ فحقه يغلب عليه الطابع الدعائي الكلامي: كرفعهم لشعار التوحيد على علمهم .. وزعمهم أنهم دولة إسلامية سلفية .. تحكم بالشريعة الإسلامية .. وغير ذلك من الاطلاقات الكبيرة التي كنا نود أن يكونوا صادقين فيها .. والتي كانت ولا تزال سببا في إضلال كثير من الناس!
أما باطلهم فيغلب عليه الطابع العملي الواقعي الإجرائي الملموس .. وهو أصدق دلالة على حقيقة نظامهم مما يزعمونه باللسان، ويتمثل هذا الباطل في عدة أمور:
منها : أنه نظام لا يحكم بما أنزل الله في جميع مجالات الحياة الخاصة منها والعامة، بل هو نظام يحكم بما أنزل الله في مجالات دون مجالات .. يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض .. وملاحظة ذلك سهلة ويسيرة لكل من يرغب أن يتتبع النظام القانوني السعودي .. وهذا مناقض لعديد من النصوص الشرعية التي تلزم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة في جميع مجالات الحياة، كما في قوله تعالى: { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } فقوله تعالى { في شيء } من صيغ العموم التي تفيد كل شيء وأي شيء يتم فيه النزاع.
ادامه خواندن النظام السعودي نظام يحكم بما أنزل الله في مجالات دون مجالات .. يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض